زراعة القرنية تصبح ضرورية عندما تتضرر القرنية بشكل لا يمكن معالجته بالطرق التقليدية. الأسباب الشائعة لزراعة القرنية تشمل تلف القرنية بسبب الإصابات أو العدوى، التغييرات البنيوية كما في حالة القرنية المخروطية، والأمراض التي تؤثر على شفافية القرنية مثل التنكس القرني. كما تُجرى زراعة القرنية عند فشل العلاجات الأخرى أو عندما تكون القرنية شديدة التلف بحيث لا تستطيع أداء وظائفها بشكل فعال.

تنقسم زراعة القرنية إلى عدة أنواع حسب حاجة الحالة. النوع الأول هو الزراعة الكلية للقرنية، حيث يتم استبدال كامل القرنية بقرنية من متبرع. النوع الثاني هو الزراعة الجزئية، والتي تشمل استبدال طبقات معينة فقط من القرنية. توفر الزراعة الجزئية مزايا عدة مثل فترة تعافي أقصر وخطر أقل للرفض. يتم اختيار نوع الزراعة بناءً على عدة عوامل منها حالة القرنية والأمراض الكامنة.

يشمل الاستعداد لعملية زراعة القرنية عدة خطوات، بدءًا من التقييم الشامل لصحة العين. يُجرى هذا التقييم لتحديد مدى تلف القرنية وما إذا كانت الزراعة هي الخيار الأمثل. يتضمن التقييم فحوصات دقيقة للقرنية واختبارات للرؤية. بالإضافة إلى ذلك، يناقش الطبيب مع المريض التوقعات والمخاطر المحتملة للعملية، ويُطلب من المريض إجراء فحوصات دم والامتناع عن تناول بعض الأدوية التي قد تؤثر على الجراحة.

يُقاس نجاح زراعة القرنية من خلال عدة معايير مثل تحسن الرؤية، الشفاء بدون مضاعفات، وعدم حدوث رفض للقرنية المزروعة. معدلات النجاح تعتمد على عدة عوامل بما في ذلك صحة القرنية المتلقية، مهارة الجراح، والرعاية المتبعة بعد العملية. يمكن أن تتحسن الرؤية بشكل كبير بعد الزراعة، لكن قد تظهر بعض التحديات مثل الحاجة إلى نظارات أو عدسات لتصحيح الرؤية.